القاهرة، مصر – 27 يناير 2020: قدّمت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، جائزة مهرجان أبوظبي لعام 2020 إلى النجم العالمي القدير يحيى الفخراني، تقديراً لمنجزه وتكريماً لمسيرته الفنية الاستثنائية وجهوده في إثراء المعرفة وحوار الثقافات عبر أعمال درامية مميزة قدمها من خلال المسرح والسينما والتلفزيون، وذلك في حفل خاص أقيم في دار الأوبرا المصرية، بحضور لفيف من أسرة وأصدقاء الفنان، وحضور معالي الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، وسعادة جمعة مبارك الجنيبي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية.
بدأ الفخراني مسيرته الفنية في الستينيات من القرن الماضي، ولمع نجمعه في عالم السينما والتلفزيون كأحد أشهر نجوم الصف الأول، ونجح الفخراني في لعب أدوار البطولة في عشرات المسلسلات والأفلام التي تناولت العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على مستوى المجتمع المصري والعربي بوجه عام.
وأشارت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي أن جائزة مهرجان أبوظبي تعكس ثقافة الاحتفاء الإماراتية وتقدير الإبداع والمبدعين عربياً وعالمياً بتوجيهات القيادة الرشيدة، وقالت: “إنّ تكريمَ كبار الفنانين والرواد واجبٌ علينا، ولكنّ الواجب الأكبر أن نتضامن حكوماتٍ ومؤسساتٍ وأفراداً، وأن نعمل معاً لترسيخ فكر النّهضة واحتضان أحلام المبدعين وريادة الإبداع”،
مضيفةً: “يمثّل النجم الكبير الفنان يحيى الفخراني قامةً قديرةً ألهمَتْنا وتُلهِمُنا يومياً في مواقفها وخياراتها وتجربتها الإبداعيّة والفنية الرائدة، قامةً شاركتنا الإيمان بأنّ الفنّ والثقافة والعلم والتنوير هي الركائز الأساسيّة لنهضةِ الإنسانية، بل إنها نَبْض وجودنا، والرسالة الأجمل والأنبل، والأمانة التي تقع على عاتق الفنان”.
وتابعت سعادتها: “من أجل هذه اللحظة، لحظة التفكير والتنوير لحظة البحث عن المعرفة بإرادة التغيير لرفعة الإنسانية اختار يحيى الفخراني رحلة الفنّ، مُتحدياً نفسَه، مُدركاً الجهد الشاقّ والعمل المضني الذي ينتظرُه، فكلّ دقيقة تحت الأضواء، دونَها أسابيع وشهور وحتى سنوات من العزلة يقضيها بكلّ إخلاص ووفاء لعمله وبأقصى حدود طاقاته، في مسيرة فريدة تمتزج فيها المثابرة بالرّهبة، والحلم بالأمل، بإرادة لا تلين، وعزم لا يهدأ، على أن يُقدّم لأجلنا، أعمالاً عظيمةً تبقى إرثاً مبدعاً للتاريخ والحضارة”.
وقال سعادة جمعة مبارك الجنيبي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية: “إن جائزة مهرجان أبوظبي تستمد أهميتها من كونها حاملة رسالة لتوطيد التواصل بين الشعوب، فهي ليست مقصورة على فئة محددة، بل تستهدف الفنانين من جميع أنحاء العالم، وهي قد كرّمت مبدعين من مختلف الجنسيات. كما أوضح أن العلاقات المصرية الإماراتية هي علاقات قوية في مختلف المجالات حيث قال “العلاقات المصرية الإماراتية وطيدة في كل المجالات، والمجال الثقافي يعد أحدها، فنحن هنا في القاهرة وبالأخص دار الأوبرا المصرية لتكريم الفنان يحيى الفخراني بحضور لفيف من الفنانين والمسؤولين وعلى رأسهم وزيرة الثقافة المصرية. كما أشاد سعادة السفير بالكلمات التي ألقاها المشاركون في الحفل حيث أوضح أنها تعكس قوة العلاقة بين البلدين الشقيقين ومدى الحب المتبادل بين الشعبين الشقيقين.”
على جانب آخر، قال الدكتور يحيى الفخراني في كلمته التي ألقاها أن الجائزة بطعم الحب وعطر المحبة، كما أعرب عن سعادته بإختياره لجائزة المبدع لهذا العام حيث قال “سعدت كثيرًا عندما منحني مهرجان أبوظبي جائزة المبدع لهذا العام، و أكثر ما أسعدني أنها من أبناء الشيخ زايد، و لا يوجد مصري لا يعرف من هو الشيخ زايد ولا يوجد زعيم عربي نال كل الحب والتقدير في قلوب المصريين مثل الشيخ زايد”. كما أشار في كلمته إلى أن الجائزة الحقيقية لأي فنان هي العمل الذي يقوم به على أكمل وجه وبالطريقة التي تجعل الجمهور يتذكره ويعيش لأعوام.
كما تابع كلمته بإعرابه عن المزيد من التقدير لمهرجان أبو ظبي للثقافة والفنون حيث قال “أسعدني كثيرًا قدوم مسئولي مهرجان أبوظبي إلى مصر لمنحى الجائزة، وأكثر ما أسعدني حقًا هو أن الجائزة تحت رعاية الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح، ولأنها تمنح لكل الفنانين على مستوى العالم لتعلو على كل الإختلافات والخلافات السياسية، فهي جائزة تمنح من أجل الإنسانية”.
وقالت كارولين شوفوليه، الرئيس الشريك والمدير الفني لدار شوبارد: “لطالما أبدت دار شوبارد اهتمامها وشغفها الكبير بعالم السينما. ومن هذا المنطلق، تكرّم دار شوبارد في كل عام العديد من المواهب المتميزة في صناعة السينما العالمية، وتفخر الدار بتقديم هذه الجائزة المصممة خصيصاً لهذه المناسبة ليحيى الفخراني باعتباره أحد أشهر الممثلين والمنتجين المسرحيين في العالم العربي”.
ويقدّم مهرجان أبوظبي جائزته السنوية بالتعاون مع شوبارد منذ عام 2012 لرموز الإبداع والعطاء الفني تقديراً وعرفاناً لإسهاماتهم التي أثرت الساحة الفنية. وقد حصل عليها العديد من نجوم العرب والعالم في مجالات الفن والثقافة، من بين أبرزهم الموسيقار اللبناني الراحل الدكتور وليد غلمية، ونجم الأوبرا بلاسيدو دومينغو والنجوم كوينسي جونز، وغوستافو دوداميل، وخوسيه أنطونيو أبريو. وكذلك الراحل الكونت جون بيير دو لونوا، ونجمة الباليه العالمية والمدافعة عن البيئة سيلفي غيليم، والموسيقار العالمي غابرييل يارد، والأديب الكبير أمين معلوف، وفنان العرب محمد عبده، والمؤلف الموسيقي ينتن مارساليس، ورسول الأمم المتحدة للسلام عازف التشيللو الشهير يو-يو ما، وفرقة “طريق الحرير”، والكاتب والدبلوماسي الدكتور غسان سلامة، والمؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا كرزيستوف بينديريكي؛ والمؤلف الموسيقي الشهير فيليب غلاس، والسير أنطونيو بابانو ، والفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا، أمّا العام الماضي 2019، فتم منح 4 جوائز إلى كلٍّ من مغنية الأوبرا الأمريكية الحائزة على جائزة جرامي الميزو سوبرانو جويس دي دوناتو، وأوريلي دوبونت، مديرة الرقص في “أوبرا باريس الوطنية”، وأكاديمية بارنبويم-سعيد في برلين، والشاعرة الإماراتية الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي.
ويأتي تكريم الفنان يحيى الفخراني هذا العام في إطار العلاقات الثقافية الوطيدة بين مهرجان أبوظبي والساحة الفنية والثقافية في جمهورية مصر العربية، واحتفاءً بمنجزها الفني والثقافي العريق في مجال الإبداع الموسيقي والأدبي والفني، وقد حلت مصر كضيفة شرف مهرجان أبوظبي لعام 2007، حيث شاركت في الأمسيات الرئيسية للمهرجان، أوركسترا القاهرة السيمفونية بقيادة المايسترو حسن شرارة، وعازفة الناي (وزيرة الثقافة المصرية حالياً) إيناس عبد الدايم، وعازف التشيلو حسن معتز.
وقد شهد مهرجان أبوظبي خلال الأعوام الماضية حضوراً مصرياً قوياً، حيث قدمت أوركسترا الجمعية الفلهارمونية المصرية حفلاً بقيادة المؤلف الموسيقي الكبير المايسترو أحمد الصعيدي رفقة أستاذ العود العربي نصير شمة في عام 2010. وفي عام 2012، شاركت الدكتورة رتيبة الحفني، والباحث الموسيقي محمد قابيل في ندوة بعنوان “الأندلس معبر للتأثير العربي على الغرب” ضمن فعاليات “رواق الفكر” احتفاءً بإرث زرياب – أبو الحسن علي بن نافع الموصلي. وفي عام 2018، رحب المهرجان بملكة الماريمبا المصرية نسمة عبد العزيز التي أحيت أمسيات من الموسيقى المعاصرة والكلاسيكية العربية والعالمية.